مقالة أصيلة
خلق الإنسان في القرآن: " المستقرُّ والمستودعُ"، ٢٠٢٣
أ.د. مبارك
محمد علي مجذوب، كلية الفجر للعلوم والتكنولوجيا، الخرطوم، السودان
بروفيسور علم
الأمراض، جامعة الجزيرة، السودان.
يشغل بروفيسور
المجذوب حالياً منصب رئيس مجلس أمناء كلية الفجر للعلوم والتكنولوجيا بالسودان ومدير
اللجنة الوطنية لأخلاقيات البحث العلمي في مجال العلوم البيولوجية.
الملخص
كتب وتحدث كثير من العلماء عن بداية خلق
الإنسان وأعتقد كثير منهم بنظرية التطور بالإنتقاء الطبيعي والتي عرفت باسم تشارلز
دارون عام 1859م. ودحضت هذه النظرية علميا بما لا يدع مجالاً للشك وتخلى عنها
الكثيرون ممن كانوا يؤمنون بها.
ونعلم علم اليقين كمسلمين أن أول خلق للإنسان
هو سيدنا آدم عليه السلام خلقه الله بإرادته المطلقة قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ
عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ﴾ (59 آل عمران) كما خلق أمنا حواء من نفس سيدنا آدم بإرادته
المطلقة ومن بعد أصبح تكاثر الإنسان من الذكر والأنثى عبر أطوار معلومة جاءت من
مصطلحات علمية دقيقة تفرد بها القرآن الكريم في إعجاز علمي اعترف به علماء الأجنة
المحدثين. قال تعالى ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ
سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13)
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً
فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ (14
المؤمنون(.
من الذكر والأنثى تخلق ((النطفة الأمشاج)) نتاج
تلقيح الحيوان المنوي للبويضة. النطفة الأمشاج تحمل كل المعلومات الوراثية وصفات
المولود الظاهرة منها والخفية.
هذه المعلومات الوراثية التي تحملها جينات
((النطفة الأمشاج)) أطلق عليها حديثاً ((الجينوم البشري)) ومن قوله تعالى ﴿وَهُوَ
الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ
فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾ (98 الانعام) ويظهر لي أن المستقر
والمستودع هو الجينوم البشري بشقيه، وأن المستقر من الجينوم البشري هو ما تَبدَّى
في أنماط ظاهرية والمستودع هو مستودع للأنماط الخفية والتي عند الحاجة إليها تُرمّز
لأنماط ظاهرية والشواهد على ذلك:
· ما روي عن ابن عباس أن المستقر "مَنْ
خُلِقَ" والمستودع "مَنْ لم يُخْلق" أي " من لـمْ يُخْلَق
بعد". ذكره الماوردي
· كما نعلم من العلوم التجريبية الديثة، أن
كثيراً من الباكتيريا تكون حساسة لبعض المضادات الحيوية، وبمرور الزمن وكثرة
استعمالها تصبح مُقاومة لهذه المضادات الحيوية لأنها استقلت مستودعها من الجينوم وأنتجت
إنزيماً يفسد عمل الدواء المعين لقتلها بل وربما تتم الاستفادة منه كغذاء.
القران الكريم ذكر بدقة الجينوم البشري بشقيه المستقر
والمستودع قبل ما يقرب من خمسة عشر قرناً بينما أُعلن حديثاً عن اكتِمال الجينوم
البشري في إبريل 2003.
وإني لأحسب أن هذا معجزة من الإعجاز العلمي
للقران الكريم
الكلمات المفتاحية: نظرية التطور – الجينوم
البشري- المستقر – المستودع – الإعجاز العلمي في القرآن
ملف PDF سيتم رفعه قريباً
للإستفسار contact@sjhsfajr.org